التقنيات الجغرافية المكانية لإثراء الإنتاج الزراعي في رواندا

يوليو 12، 2024

تعاني رواندا، على غرار العديد من البلدان الأخرى في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، من عدم انتظام في هطول الأمطار ودرجات الحرارة، مما أدى إلى فترات جفاف طويلة وفيضانات وانهيارات أرضية، مما أثر سلباً على النظم الزراعية وإنتاج الغذاء. ونظراً لأن الزراعة هي العمود الفقري للاقتصاد الرواندي - حيث توفر سبل العيش لأكثر من 701 تيرابايت 3 تيرابايت من السكان وتساهم بنحو 331 تيرابايت 3 تيرابايت من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - فإن هذا يشكل تهديدات كبيرة للأمن الغذائي والرفاه الاجتماعي والاقتصادي للسكان. 

وتعتبر التكنولوجيات الجغرافية المكانية الناشئة التي تسهل الوصول إلى الصور المتاحة مجاناً والمنصات السحابية لتحليلها - مثل Digital Earth Africa - حاسمة الأهمية لإعلام الإنتاج الزراعي في ظل الظروف المناخية المتغيرة. وعلى وجه الخصوص، تتيح هذه التكنولوجيات الرصد المتكرر لمناطق واسعة مع تجنب المسوحات الميدانية المكلفة وغيرها من التدخلات كثيفة الاستخدام للموارد.

أجرى جويل ندايسابا، خريج التخطيط الحضري والإقليمي من كلية العلوم والتكنولوجيا بجامعة رواندا، بحثاً مؤخراً لتقييم تأثير تغير المناخ على المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة في رواندا، وذلك بهدف وضع استراتيجيات فعالة للتكيف والتخفيف من آثاره. وقد كانت آثار تغير المناخ وتقلباته على الإنتاج الزراعي أعلى بشكل ملحوظ في المناطق الريفية في رواندا، حيث يعتمد المزارعون أصحاب الحيازات الصغيرة بشكل أساسي على الزراعة البعلية لكسب عيشهم. وقد أدت أنماط الطقس المتغيرة إلى فشل المحاصيل وانخفاض إنتاج الغذاء وزيادة الفقر وانعدام الأمن الغذائي.

وكنقطة انطلاق، تم إجراء مراجعة للأدبيات لتطوير تحليل المشكلة، حيث تم دمج تقارير من مؤسسات مختلفة. وشملت هذه التقارير وزارة الزراعة والموارد الحيوانية (ميناغري)، مجلس الزراعة في رواندا (راب)، المعهد الوطني للإحصاء في رواندا (المعهد القومي للاستثمارات) وجامعة رواندا (أور).

البيانات المكانية لإعلام الإنتاج الزراعي في ظل المناخ المتغير

من من منظور التحليل الجغرافي المكاني، تم اختيار مؤشر الاختلاف المعياري للغطاء النباتي (NDVI) كمؤشر لصحة المحاصيل، والذي تم اشتقاقه من صور لاندسات التي يمكن الوصول إليها مجانًا عبر منصات DE أفريقيا. وتم الجمع بين هذه البيانات والبيانات المناخية لفهم تأثير العوامل المناخية على صحة المحاصيل والفينولوجيا في قطاع رويمبوغو في المقاطعة الشرقية المعرضة للجفاف في رواندا. 

وعموماً، تتميز المنطقة بنقص في هطول الأمطار خاصة في الموسمين الثاني (يناير-مارس) والرابع (يونيو-أغسطس). أما بالنسبة للمحاصيل البعلية، فقد ازداد الاتجاه في الرقم القياسي الموحد لتباين الغطاء النباتي في الموسمين الأول (سبتمبر-ديسمبر) والثالث (مارس-مايو) على الرغم من ملاحظة اختلاف طفيف بين عامي 2012 و2022. يسلط تحليل مناخية الرقم القياسي الموحد للرقم القياسي لتباين الغطاء النباتي للرقم القياسي للرقم القياسي الموحد للغطاء النباتي، وتوزيع الأمطار، والانحراف المعياري للرقم القياسي للرقم القياسي للرقم القياسي للرقم القياسي للغطاء النباتي، والظواهر المناخية لكل بكسل يؤكد التحديات الملحة لديناميكيات غلة المحاصيل الناجمة عن تغير المناخ في المنطقة. 

ويصبح من الضروري بذل جهود متضافرة نحو التخفيف والتكيف لمعالجة هذه المحن الزراعية في قطاع رويمبوغو بفعالية. وتوفر ممارسات الإدارة المستدامة للأراضي، مثل الحراجة الزراعية والزراعة الحافظة للموارد، سبيلاً للتخفيف من خلال تعزيز الاحتفاظ برطوبة التربة والحد من التعرية. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي اعتماد أصناف محاصيل مقاومة للجفاف وتنويع المحاصيل إلى تعزيز القدرة على الصمود في وجه التقلبات المناخية، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى تحسين الأمن الغذائي على المدى الطويل.

الخطوات التالية

وقد اعتمدت الدراسة الحالية على مجموعات البيانات التي تم الحصول عليها عن بُعد، وبالتالي فإن الخطوة التالية ستتألف من التحقق الميداني من خلال بيانات مدى المحاصيل والصحة والإنتاجية. 

وسيعقب نشر النتائج، التي تتألف من تحليل شامل للاتجاهات المناخية والآثار ذات الصلة على صحة المحاصيل والغلة الزراعية، مشاركة أصحاب المصلحة (المجتمعات المحلية والوكالات الحكومية والمؤسسات البحثية والمنظمات غير الحكومية) من أجل تسهيل تنفيذ التدابير/الاستراتيجيات المقترحة نحو مستقبل زراعي أكثر مرونة واستدامة في مواجهة الظروف المناخية المتغيرة.

الخاتمة

لا يزال التحدي المتمثل في ضمان الأمن الغذائي للسكان يشكل تحدياً نظراً لتغير المناخ والتقلبات الموسمية. وتعتزم الحكومة الرواندية، من خلال الاستراتيجية الوطنية للتحول (NST1) ورؤية 2050، ضمان الأمن الغذائي للسكان الذين يتزايد عددهم بسرعة مع تقليل الآثار السلبية لتغير المناخ. ويتماشى ذلك مع المبادرات العالمية مثل هدف التنمية المستدامة (SDG) 1- القضاء على الفقر، 2- القضاء على الجوع، و13- العمل المناخي. 

يتماشى هذا البحث بشكل جيد مع روح ونوايا المبادرة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا والابتكار ورؤية 2050، ويوضح أن الجمع بين التقنيات الجغرافية المكانية الناشئة، لا سيما المنصات المجانية والمفتوحة المصدر والأعمال الميدانية الأقل كثافة، أمر بالغ الأهمية للزراعة البعلية المستنيرة في منطقة الدراسة وأماكن أخرى في البلاد. بالإضافة إلى ذلك، فإن التعاون وتبادل البيانات بين أصحاب المصلحة الرئيسيين من شأنه أن يزيد من دقة النتائج، مع تعزيز كفاءة استخدام الموارد المستثمرة في الحصول على البيانات الميدانية وتخزينها ومعالجتها.

وفي نهاية المطاف، يمكن لنتائج مثل هذه البحوث أن تفيد عملياً الاستراتيجيات الرامية إلى تعزيز مرونة القطاع الزراعي في رواندا واستدامته استجابةً لتغير المناخ.

نبذة عن المؤلف

جويل ندايسابا على دراية بالتقنيات الناشئة، لا سيما في مجال التحليل الجغرافي المكاني، بما في ذلك نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بُعد، مع مهارات متنوعة في مجموعة متنوعة من البرامج والمنصات، والتي تشمل مجموعة منتجات Esri المكتبية والإلكترونية.

كما أن لديه كفاءة في استخدام منصات مثل Digital Earth Africa وGoogle Earth Engine وGitHub، ولديه شغف بالبحث، وقد استخدم جويل هذه المنصات في مواضيع بحثية مختلفة، بما في ذلك العروض التقديمية في مؤتمر جوريلا و معهد إدارة الأعمال الدولية.